احتفلت محافظة الأقصر صباح اليوم الجمعة بالحدث الأثرى والفلكى الخاص بتعامد الشمس على معبد الكرنك الشهير، وذلك فى احتفالية سياحية وفنية وسط حضور العديد من السياح من مختلف الجنسيات ووسائل الإعلام.
شارك فى الاحتفالية الدكتور عزت سعد محافظ الأقصر والدكتور مسلم شلتوت عالم الفلك وأستاذ بحوث الشمس بالمعهد القومى للعلوم الفلكية والجيوفيزيقية، وعدد من علماء الآثار والفلك والمصريات والعديد من السياح الذين يزورون الأقصر فى هذه الفترة، وبمشاركة مسئولى السياحة والثقافة والآثار والمرشدين السياحيين فى المحافظة.
أكد الدكتور عزت سعد محافظ الأقصر أن رصد ظاهرة تعامد الشمس على معابد الكرنك تعد أحد أهم الأحداث التى تسعى المحافظة لاستغلاله فى تنشيط السياحة وجذب مزيد من السياح وزيادة المناسبات على الأجندة السياحية المصرية، والتعريف بالحضارة المصرية القديمة، مشيرا إلى حجم المحاولات والجهود المبذولة لحشد أكبر عدد من السياح بالأقصر لمشاهدة الظاهرة الفريدة التى تحدث كل عام والتى تعد أكبر دليل على عظمة القدماء المصريين وخير دعاية لمصر.
وقال الدكتور مسلم شلتوت عالم الفلك، إن الشمس تعامدت على معبد الكرنك فى الساعة السادسة والنصف صباحاً من يوم الجمعة 21 أغسطس 2012 وحتى الساعة السابعة صباحا مع شروق الشمس وظهر تعامد الشمس على مجمع معبد الكرنك بأكملها بالأقصر، والظاهرة أثبتت معرفة القدماء المصريين بأن الشمس تدور فى مدار بيضاوى والشمس متواجدة فى إحدى البؤرتين، مرة تكون بعيدة، وأخرى تكون قريبة، وفى هذا اليوم تكون فى أقرب نقطة، وهى تعنى كبر حجم قرص الشمس الذى كانوا يسمونه "رع الكبير".
وأضاف شلتوت يوم 21 ديسمبر بداية التوقيت الشتوى، ويسمونه "عيد ميلاد رع الكبير"، ووقت إنشاء المعبد، كان لابد من تحقق شرطين، وهما تعامد المعبد على سريان المياه فى النيل وخروج الشمس منه فى اتجاه الشرق، مع انحراف المحور على الناحية الشمالية بقدر 114 درجة وهو ما يعنى أن الشمس فى يوم 21 ديسمبر
ومع بداية الانقلاب الشتوى الشمس خرجت من البوابة الشرقية، وألقت بشعاعها على المحور الأساسى ودخلت قدس الأقداس الذى به تمثال آمون رع، وشرفة الشمس، وتمثال حتشبسوت، والانقلاب الشتوى غير مرتبط بمعبد الكرنك فقط، ولكنه مرتبط بمعابد أخرى وفى ديسمبر 2006 تم رصد دخول الشمس إلى قدس الأقداس فى معبد الدير البحرى "حتشبسوت" بالبر الغربى بالأقصر، وأيضا نفس العملية تحدث فى قصر قارون.
