Headlines
نشرت في: الأحد، 27 مايو 2012
نشرت بواسطت صقر الاسماعيلية

عمرو موسى.. نهاية «رئيس»



كتب:صقرمحمد



يجلس الآن متأملاً، لا يصدق، ضرب عرض الحائط بنصائح الطبيب، استدعى علبة سيجاره الكوبى، لعلها تكون خله الوفى فى هذه اللحظة الكئيبة، وتذكر 18 شهراً عاش فيها حلم الرئيس المنتظر؛ يمشى كرئيس، يتحدث كرئيس، قبل أن ينطقها علنا «أنا الرئيس».
إنه عمرو موسى، الدبلوماسى الفريد فى شهرته بين أقرانه، الذى تغنى له الشارع المصرى ذات يوم وجعل حبه المعادل الحسابى لكراهية إسرائيل. قامت الثورة فقال: «أنا لها» و«أنا أد التحدى»، لم يدرك أن الزمن تغير والجيل تبدل. رغم ذلك دخل إلى العمل السياسى بذات النمط الوظيفى فى وزارة الخارجية، الذى يصنف الدبلوماسى الماهر بأنه لا يكذب، ولكنه أبداً لا يقول الحقيقة.
قبل الثورة قال موسى: «إننى أرشح الرئيس مبارك لفترة رئاسة جديدة لما أعرفه عنه من قدرات»، وقبل الثورة أيضاً كان صاحب المقولة الصريحة: «إذا تقدم جمال مبارك لحكم مصر فلن نقف متفرجين». بعد الثورة حاول جاهداً إبعاد نفسه عن معسكر مبارك، الذى أيده بالأمس، أو ما يعرف ثورياً بالفلول، هاجم الرئيس السابق وحقبته بعنف، واصفاً نفسه بأنه النموذج الناجح فى منظومة فساد ذلك العصر.
حرص على المبادرة بمواقف تحفظ اتزانه فى تفاعلات المرحلة الانتقالية، لكنها ظلت مواقف دبلوماسية فى ساحة سياسية، سمتها الرئيسية اللعب على المكشوف. تصور أن دخول الفريق أحمد شفيق ومن قبله اللواء عمر سليمان للمنافسة الرئاسية فرصة سانحة لغلق لوحة التنشين الثورى عليهما، فصب عليهما هجومه بضراوة، فأصبح عند كتلة الفلول «مذموماً». فى المقابل، لم يتقبل الجسد الثورى وجوده بينهم بوصفه «العضو الغريب»، فلم يحظَ بتفرد الدكتور محمد البرادعى بينهم، زميله اللدود فى مكتب إسماعيل فهمى وزير الخارجية الأسبق، وإن تفوق عليه موسى فى محطات عدة، من عضو رئيسى فى مكتب حافظ إسماعيل مستشار السادات للأمن القومى، ثم مفاوض بارع فى وفد التفاوض مع إسرائيل، إلى وزير خارجية ذى شعبية استثنائية، فأمين عام مختلف للجامعة العربية. إلا أنه فشل فى تقليل المسافة مع «البرادعى» فى الطيف الثورى، وظن أن لحظة انسحاب المنافس القديم لحظة تتويج مسبقة له على عرش مصر، ودخل إلى الانتخابات بثقة عالية، شهد بها كل زملائه طوال خدمته الدبلوماسية، لكنها اقتربت كثيراً من حافة الغرور، لدى العامة قبل الصفوة، خلال مناظرته مع منافسه الرئاسى الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح.. فمن فرط إيمانه بقدرته الإدارية احتفظ لنفسه بموقع المخطط الأول لمعركته الانتخابية، واتبع فلسفة أهل الثقة، التى راح ينكرها، على عكس براجماتية غالبية المنافسين، ليذهب اسمه وصورته وتاريخه على بطاقة الانتخاب ومنها إلى صناديق الاقتراع بلا حليف، اعتماداً على جمهور وليس أنصار، وشهرة دون حشد، ومظهر رئاسى دون وضوح فى الموقف، وقدرة على الإقناع، ليكتب نهاية رئيس منتظر.

صقر الاسماعيلية 5:04 ص . RSS 2.0 .

By صقر الاسماعيلية on 5:04 ص . .

0 التعليقات for " عمرو موسى.. نهاية «رئيس» "

اترك الرد

    ارشيف الموقع